في عالمنا اليوم، صار سيل من الأخبار و المستجدات يمر أمامنا عبر القنوات الفضائية، الجرائد الورقية، و حتى منصات التواصل الإجتماعي. فيجد المتلقي نفسه أمام كم هائل من المعلومات يعجز عن جردها أو تقييم مصداقيتها. فهل يجب تصديق كل ما تقدمه المنصات الإعلامية؟ و كيف يكون الإعلام أداة سلطة على المجتمعات؟
اعتاد إنسان الزمن الرقمي سهولة الحصول على المعلومة، فأضحى استهلاكيا لها بكافة أنواعها. حتى حين يتعلق الأمر بأخبار العالم، فوسط خيارات المصادر اللامتناهية التي تبقي المتابع لها على علم بكل جديد، يكون المتلقي ضحية لتوجيه إعلامي لفكره، وعيه و إرادته أيضا.
الإعلام اليوم، كما كان خلال الأحداث التي أعادت صياغة تاريخ البشرية، فاعل أساسي في التغيير. فمثلا في القرن الماضي، استغل قادة ألمانيا النازية قوة الإعلام لإقناع الشعب بإيديولوجيات الفوهرر. كما أقنعت الولايات المتحدة الأمريكية شعبها الرافض لتطوير الطاقة النووية بمنفعتها من خلال حلقات خاصة لذلك من مسلسلات والت ديزني.
و حاليا في موجة الصراعات و الخلافات الدولية التي تتعمق يوما بعد يوم، تمتلك جهات مختلفة السلطة على منابر إعلامية عديدة. من خلالها، يتم نشر أخبار في السياسة، العلوم، الرياضة و الاقتصاد و غيرها.
إذ غالبا ما تكون الهالة الإعلامية التي تغلف بها بعض القضايا خاصة تلك التي تثير ضجة، يراد منها سواء تسييس قضايا، تضخيم أرقام و إحصائيات، تصفية حسابات، أو التمهيد لأحداث أخرى ذات وقع أشد ...
زد على المنابر الرسمية، المنصات الاجتماعية التي لا رقابة مطلقة على محتواها. حيث صارت القضايا تنشر و تناقش، الوعي الجماعي يوجه، و القرارات تتخذ في العالم الافتراضي. فصارت الحشود مقتنعة أنها تملك البيانات الكافية لبناء الوعي الصحيح و تكوين الرأي العام.
لكن هذه المنصات لم تخلو هي الأخرى من تأثيرات النخب العالمية. فكما حال الإعلانات المدفوعة، هناك حسابات مدفوعة و حملات مدفوعة.
في ظل هذا التيه و التضليل الإعلامي الراهن، أول نصيحة عليك اتباعها هي تنويع مصادر معلوماتك، و اكتساب فكر نقدي تستطيع به تحليل المعطيات قبل أرشفتها في قسم المسلمات لديك.
تعليقات
إرسال تعليق