كتاب الأمير لنيكولا ميكيافيلي

الفرنك CFA "فرنك التعاون المالي لإفريقيا Franc de la Coopération Financière de l'Afrique" ، العملة الاستعمارية الفرنسية التي ورثتها لأربع عشرة دولة إفريقية، هي اليوم أحد رموز الاستعمار الخفي و الاستغلال الممنهج الذي تعتمده فرنسا لإبقاء قبضتها على ثروات مستعمراتها السابقة. 

من هي البلدان المعنية بفرنك CFA؟

تم اعتماد عملة الفرنك CFA سنة 1945 من بلدان إفريقيا الغربية ضمن الاتحاد المالي و الاقتصادي لغرب إفريقيا "UEMOA" (البنين، بوركينا فاسو، الكوت ديفوار، غينيا بيساو، مالي، النيجر و السنغال) و إفريقيا الوسطى ضمن المجموعة الاقتصادية و المالية لوسط إفريقيا "CEMAC" (التشاد، الكاميرون، الكونغو، إفريقيا الوسطى، غينيا الاستوائية و الغابون). هذه البلدان تربطها سياية مالية مشتركة من خلال الفرنك الفرنسي الإفريقي.

ما قيمة فرنك CFA ؟

تبلغ قيمة الفرنك CFA بدول إفريقيا الوسطى نفس قيمته بإفريقيا الغربية. ف 1يورو = 655.957 فرنك أفريقي.

من مبررات اعتماد هذه العملة، "ضمان الاستقرار المالي" في هذه البلدان من خلال الربط الثابت لقيمة عملتها مقارنة باليورو.

لكن الأمر أن هذا الربط باليورو يجعل من اقتصاد هذه الدول مقيدا. حيث يراه الاقتصاديون عائقا أمام التنمية في دول لا سلطة لها على اقتصادها.

أين يطبع الفرنك CFA؟

يطبع الفرنك الإفريقي من قبل البنك المركزي الفرنسي، و ذلك منذ العام 1945. 

كما أن دول الفرنك الإفريقي ملزمة بإيداع على الأقل 50% من احتياطيها من العملة سنويا لدى البنك المركزي الفرنسي. و بذلك تكون الخزينة الفرنسية ملأى بالعملة بينما نظيرتها في مستعمراتها الإفريقية السابقة، خاوية على عروشها.

ففرنسا تستمد قوتها اقتصاديا اليوم، كما كانت إبان الحقبة الاستعمارية، من إضعاف بلدان إفريقية اقتصاديا، هذه الأخيرة كما لا تملك ثرواتها الطبيعية التي طالما استغلتها اليد الخفية للمستعمر الفرنسي،  فهي منذ أزيد من نصف قرن لا تملك عملتها.

دول إفريقيا تغير الفرنك CFA

خلال يوليوز من العام الجاري 2020، و بعد مفاوضات مع فرنسا، ستبدأ دول إفريقيا الغربية التعامل بالإيكو Eco عملة جديدة لها عوض الفرنك الإفريقي. 

إذ أن أصل فكرة عملة الإيكو الموحدة لدول غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، أتى كإصلاح للفرنك الإفريقي. فهل يكون الإيكو بداية تغيير في السياسات المالية لدول منطقة الفرنك، أم أنه مجرد تغيير تسمية للفرنك الإفريقي و خدعة فرنسية أخرى؟

فحين يبقى سعر صرف الإيكو أمام اليورو ثابتا مساويا لما عليه الفرنك CFA، و حين تتم المفاوضات و الاتفاقيات المؤسسة لنظام الإيكو الجديد تحت رعاية فرنسا، هل يمكن فعليا الحديث عن نظام مالي جديد؟ 

في انتظار ما ستسفر عنه خطوة اعتماد الإيكو من الدول الغرب إفريقية، تبقى دول إفريقيا الوسطى على النظام البائد، مؤدية بذلك عن مصالح القادة الذين توالوا على السلطة.

برأيك، هل ستأتي عملة الإيكو بإصلاحات جذرية و دفعة لاقتصاد دول الفرنك؟ أم أنه الوجه الثاني لعملة واحدة اسمها جشع المستعمر الفرنسي؟

و هل ستكون تجربة ناجحة فتتبناها دول الفرنك بإفريقيا الوسطى؟ شاركنا رأيك ضمن علبة التعليقات.