نهر النيل، رمز مصري للحياة و الرغد، و هو يأخذ صبيبه ب 70% من النيل الأزرق النابع من إثيوبيا، و الذي يصب بدوره في النيل الأبيض بالسودان، هذا الأخير يأتي ب 30% من إجمالي مياه النيل.
نصيب الدول القائمة على ضفاف النيل من مياهه أضحت موضوع صراع ثلاثي بعد أن شرعت إثيوبيا في بناء سد النهضة على النيل الأزرق سنة 2011، و الذي تراهن أنه سيكون أكبر سد كهرومائي في إفريقيا، بسعة تصل ل 64 مليار متر مكعب، إذ سيكون بمقدوره توليد 6000 ميجاوات من الكهرباء.
بداية، كم تبلغ ميزانية بناء سد النهضة؟
تبلغ تكلفة بناء سد النهضة الإثيوبي حوالي 5 مليارات دولار. تمت تغطيتها من خلال قروض، تمويلات خاصة و اقتطاعات من أجور الموظفين و العمال الإثيوبيين الذين يرون في السد مفخرة وطنية.
ما موقف الدول الواقعة على ضفاف النيل؟
البلدان التي ستتأثر من بناء سد النهضة هي تلك الواقعة على ضفاف نهر النيل، و هي إضافة إلى إثيوبيا، مصر و السودان. فبين الثلاث دول، بوادر صراع تلوح في الأفق بسبب الخلافات الكبيرة حول السد. فما موقف السودان؟ و لماذا تعارض مصر مشروع سد النهضة؟
1- الأهداف الإثيوبية من بناء سد النهضة
ترى إثيوبيا في إتمام السد بداية إنجازات تنموية، إذ سيوفر الاحتياجات المائية للشعب الإثيوبي، و الاحتياجات الطاقية للبلد مع فائض يمكن استغلاله في تزويد بلدان الجوار بالطاقة الكهربائية، حال السودان مثلا.
و سيكون السد أيضا عاملا للحد من الفيضانات الموسمية من خلال تنظيم صبيب النهر.
2- السودان متقلب في موقفه من السد، فتارة لا يمانع، خاصة كون إثيوبيا تعده بربط الخرطوم بشبكة الكهرباء بأسعار تفضيلية، و غير ذلك فلا آثار سلبية على السودان.
3- سد النهضة تهديد لمصر
بالنسبة لمصر، كونها دولة مصب، فبناء السد يعني نقص تدفق المياه إلى النيل، و بالتالي تقليص حصة مصر من المياه، ما سيكون له آثار على القطاع الزراعي من جهة و على محطات توليد الكهرباء (سد أسوان و السد العالي).
هذا التخوف جعل من المفاوضات حول ملء خزان السد و مدته تطول دون التوصل إلى حل للنزاع. فإثيوبيا تصر على بدء ملء حقينة السد الذي بلغ اكتمال أشغاله 73% ، في حين هناك مطالب مصرية لتمديد فترة ملء السد ل 10 سنوات اعتبارا لفترات الجفاف و لارتكاز الفلاحة المصرية على مياه النيل، و توليد الكهرباء على السدود في مسار النيل.
تعليقات
إرسال تعليق